الحاجة مريم احمد الامام (الداية)

الحاجة مريم احمد الامام -الداية مثالا
اخي عوض استميحك عذرا ان اطل في قليل من مساحتك المفضله الي نفسك لاضيف .
من منكم لم تستقبله الحاجة مريم الداية , ووضعته علي راحة كفيها فصرخ صرخته الاولي وكانت هي من الشاهدين .
من منكم لايعرف مريم الداية.
جيلي انا والجيل الذي يسبقنا بعقدين من الزمان.
لكم التحية فانتم من استقبلته الحاجة مريم.
اما الاجيال التي جاءت بعدنا فعرفوها عن طريق السمع , واما الجيل الحالي قد لايكون يعرف عنها شيئا .
الحاجة مريم احمد حاج الامام, ولدت في مدينة ود الزاكي بولاية النيل الابيض , فاستقر بها المقام مع زوجها احمد الحسن الحاج عبد الله بقرية فطيس, وكان ذلك معاصرا لبداية المشروع -مشروع الجزيرة-
قدموا الي المشروع كغيرهم في ذلك الزمان, يبحثون عن رزقهم, فكان المشروع خير معين لهم ولغيرهم.
جاءت الي القرية وهي تحمل كفيها لتستقبل المواليد , فكنت انا وانت وغيرنا ممن ساعدتهم علي الخروج الي الحياه .
استقبلتنا في لحظة الولاده , وهي هاشه باشه مبتسمه ,وسط الم المخاض و زغرودة الخاله والعمه والجاره ,واي من النسوه التي تبشر الوالد بغلام او بنت كالقمر.
كانت ذات خبره مكنتها من ان تكون الاولي في المنطقة, فسبقتها سمعتها للقري المجاوره , فكانت داية المنطقة -الحاجة مريم داية شاطره-
عظيمه- قويه - صلبه - لها حكايات عن شجاعتها اقرب الي الخيال.
ذات مره ,وبعد مغيب الشمس, وكنا نتحلق حول الوالدة ,واليل ارخي استاره والظلام حالك ,ولم تكن الكهرباء في حينها موجود الا قليل من النور ينبعث من فانوس علي زجاجته قليل من السكن .
قالت الوالده وبفخر تحكي عن امها حاجة مريم الداية .
جاء اليها رجل مسرع قلق, اخبرها ان زوجته في حالة مخاض ومتعسره , لم تتردد تناولت شنطتها البيضاء وهي جاهزه في جميع الاحوال والزمان.
خرجت مسرعه والرجل يهرول احيانا ويعود مبطئا من سرعته ,حتي وصلا الدار ولم تنتظر ليؤذن لها بالدخول ,وكانت اول من دخل
بحسها الفني علمت ان المراة وجنينها في خطر.
فما كانت الا وان التفتت الي الرجل وطلبت منه ملعقة كبيره ولم تطلب شنطتها
ادخلت الملعقة في فم المراه ونظرت الي الرجل ,طالبة ان يتم نقل المراه علي جناح السرعة الي المستشفي وقد كان.
جالسة تحت شجرة ظليلة مترقبه خروج الدكتور
خرج وبشر بغلام , ثم سال عن الداية فاشاروا اليها تحت الشجرة , لم ينتظر فذهب اليها مهنئا, وقال لها ان كان يستطتيع ان يوزع الشهادات لنالة شهادة وبتقدير.
هذه شهادة من رجل مختص شهد لها بالكفاءة .
لم تكن تبقي من وراء ذلك كسب المال , بل كانت تعين به من له حوجه ,ولها حكاية كثيره في مساعدتها للغير ,
عمل قصدت به وجه الله فلم تذكره لذلك احجم انا عن ذكره .
لها الرحمة جدتي الحاجة مريم ونسال الله ان يسكنها جناته.