مسك الرحيل .... رثاء أخينا/عمرالحسين

ا ضحت بخدى للدموع رسوم
اسفا عليك وفى الفؤاد كلوم
والصبر يحمد فى المواقف كلها
الاعليك فانه مذموم
رحل عنا اخينا عمر الحسين وصعدت الروح الراضية المرضيه الى سوح ربها ..ووري الجسد النحيل بتراب الارض التى منها خلقنا واليها نعود وخيم الحزن والوجوم على القلوب والوجوه ولكن هكذا المنون وهكذا الدنيا كما اخبر عنها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حيث قال (سياتى عليكم زمان تتخير الدنيا منكم كما يتخير احدكم التمر من الاناء ) هذا انسب ماابدا به حديثى عن ماثر اخينا عمر الحسين فهو ثمرة طيبة من الثمار التى ظلت على طبق الدنيا محافظة على كل الصفات الطيبة والتى لم يصيبها العطب وامثال عمر الحسين لايموتون فان قبر الجسد فى الارض فان الذاكرة لاتقبرهم ولايستطيع كل من عاشر وعايش عمر الحسين ان يهيل عليه تراب النسيان بتقادم الزمان لان عمر كان رجل امه والحديث عن عمرالحسين لايحتاج ان تستدعى الذاكرة ماضى واحداث عن سيرته ولا الى ترتيب العبارات ولا الى اختيار الكلمات المنمقه والرجراجه ينساب الحديث عنه بكل سلاسة كما المياه المنحدره من اعالى تسلك طريقها دون عناء
فهو عمر الذى عرفناه بسنين عمرنا التى تجاوزت الخمسين لم نراه فى كل هذه السنون فى مواقف التهم او الشبهات ظل منذ شبابه وحتى مماته ثابتا كالجبل متزنا فى اقواله وافعاله عاشا عفيفا شفيفا متواضعا يكسوه ادب جم يشعرك بانه
لايستعجل الوقائع والاحداث وكان قنوعا بما قسمه له الله ومتيقنن كاظما للغيظ للدرجة التى تجعل الاخرين يغضبون له بالانابة عنه ولهذا عاش الدنيا بهدوء تام لم يجزع ولم يندب حظه هاتفته قبل وفاته بساعات فوجدته الرجل الصابر المحتسب وهذه من ابرز الصفات التى تميز بها اخينا عمر منذ اصابته
بالمرض اللعين ... ذكرت لى احدى نساء القرية بانهن يشهدن لاخينا عمر بانه كان يغض الطرف اذا لقيهن يسلم عليهن وبصره الى الارض حتى لايعلم على من سلم ..قلت لها وهكذا يفعل مع بعض الرجال اللذين يكبرونه عمر ومكانة اذا لقيك اخينا عمر سلم عليك بابتسامته المعهوده مطبطبا على صدره بيده اليمنى قائلا (والله الحمدلله رب العالمين)... اننا عندما نتحدث عن عمر الحسين لانزكيه على الله ولكننا شهداء الله فى ارضه وهكذا عاش بيننا اخينا عمر بصفات المؤمن الزاهد القانع بماقسمه له الله ولسان حاله يقول الرضا بالمقسوم عباده رغم انه كان يمتلك الكثير من المقومات التى تجعله يتربع على الكثير من المناصب والمواقع فهو من الصفوة خلقا وعلما اللذين اجتازوا الدخول لجامعة الخرطوم بجدارة فى وقت كان الدخول اليها للنوابغ الاان هذه الاخيرة زادته تواضعا وزهدا وادبا مقارنة باقرانه اللذين اخذتهم العزة بهذه المكانة العلمية وبعد التخرج شق طريقه بعيدا عن الانا لم يلهث خلف المناصب والمعارف ...وامثال عمر الحسين فان الموت يزيدهم القا وبهاءا فهم عاشوا الدنيا كما امر الله فطوبى لهم خرجوا من سجن الدنيا الى فضاءات ورحابات اوسع يلقون فيها الكريم ولهذا نحزن ولكننا لانجزع لاننا نؤمن باللقاء بهم ثانية وهو قريب كما اخبرنا القران الكريم نسال الله ان يجمعنا بهم جميعا فى جنات النعيم ... اللهم ارحم اخينا عمر برحمتك التى وسعت كل شى اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد ونقيه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس امين